استخدام الأسبستوس هو موضوع أثر على حياة عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء أستراليا.
فما هي حكاية الأسبستوس القاتل؟ ولماذا كان يستخدم في أستراليا؟
الأسبستوس، وهو معدن ليفي طبيعي، تم الاحتفاء به في السابق باعتباره مادة معجزة في أستراليا حيث أن مقاومته للحريق والحرارة والأضرار الكهربائية والكيميائية، إلى جانب خصائص امتصاص الصوت، جعلته خيارًا شائعًا في صناعة البناء والتشييد. منذ أوائل القرن العشرين، كانت أستراليا واحدة من أعلى الدول استخداما للأسبستوس في العالم بالنسبة للفرد، حيث استخدمته في الأسقف والسياج وعزل المباني.
لكن كان لتلك "المعجزة" جانب مظلم لم يكن يعرف عنه الكثيرون آنذاك.
ظهرت المؤشرات الأولى للمخاطر الصحية المرتبطة بالأسبستوس في أوائل القرن العشرين. وبحلول منتصف القرن العشرين، ربطت الأدلة المتزايدة الأسبستوس بحالات صحية خطيرة، بما في ذلك سرطان الرئة، وداء الأسبستوس، وورم الظهارة المتوسطة - وهو سرطان نادر وعنيف يحدث بالأساس بسبب التعرض للأسبستوس.
على الرغم من تلك الاكتشافات، لم تبدأ الحكومة الأسترالية في اتخاذ إجراءات جدية إلا في أواخر القرن العشرين.
مخاطر صحية
دخل الحظر الأول على الكروسيدوليت (الأسبستوس الأزرق) والأموسيت (الأسبستوس البني) حيز التنفيذ في منتصف الثمانينات. وأخيراً، في عام 2003، تم فرض حظر شامل على تعدين واستخدام واستيراد جميع أشكال الأسبستوس.
المخاطر الصحية للأسبستوس تقشعر لها الأبدان. عندما يتم تحريك المواد التي تحتوي على الأسبستوس، يتم إطلاق الألياف المجهرية في الهواء. بمجرد استنشاق هذه الألياف، يمكن أن تصبح محاصرة في الرئتين، مما يسبب التهابًا وتندبًا، ويؤدي في النهاية إلى مشاكل صحية خطيرة، أحيانًا بعد عقود.
لكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد.
لا يزال الأسبستوس إرثًا مؤلمًا في أستراليا حيث ما زالت آلاف المباني، بما في ذلك المنازل والمدارس والمباني العامة، التي تم تشييدها قبل الحظر، تحتوي على مادة الأسبستوس. وهذا يشكل مخاطر مستمرة أثناء أعمال التجديد أو الهدم أو الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات، والتي يمكن أن تطلق ألياف الأسبستوس في الهواء.
إرث مؤلم
في كل عام، يتم تشخيص إصابة مئات الأستراليين بورم الظهارة المتوسطة، والعديد من الأمراض الأخرى المرتبطة بالأسبستوس. يمكن أن تصل فترة الكمون بين التعرض والمرض إلى 40 عامًا، مما يعني أن الأشخاص الذين تعرضوا للأسبستوس منذ عقود مضت يمكن ألا تظهر عليهم الأعراض إلا الآن.
يموت حوالي 700 شخص بسبب ورم الظهارة المتوسطة في أستراليا كل عام.
تتواصل الجهود المبذولة لإدارة وتخفيف مخاطر الأسبستوس. تطبق الحكومة الأسترالية، إلى جانب العديد من الوكالات، لوائح صارمة بشأن إدارة الأسبستوس وإزالته والتخلص منه. تؤكد حملات التوعية العامة على أهمية التعامل المهني مع المواد التي تحتوي على الأسبستوس.
الموضوع لا يتعلق بالتاريخ فحسب، بل يتعلق بصحة مجتمعاتنا وسلامتها اليوم. وبينما نواصل التصدي لهذه القضية المستمرة، يبقى السؤال: هل نفعل ما يكفي لحماية الأجيال الحالية والمستقبلية من الإرث القاتل للأسبستوس؟