كانت هبة* على وشك استلام وظيفة الأحلام عندما علمت أن والدتها المقيمة ف مصر تم تشخيص إصابتها بمرض السرطان.
اتصلت هبة بأحد وكلاء السفر وأخبرته أن عليها السفر في خلال الـ24 ساعة القادمة وبالفعل تحقق لها ذلك.
تقول هبة: "اضطررت لدفع ضعف الثمن المعتاد لتذكرة السفر لأتمكن من الحجز بتلك السرعة. أنفقت كل ما كان لدي من مدخرات وقتها لشراء التذكرة."
"رغم حبي للسفر، لا أذكر شيئا عن تفاصيل تلك الرحلة تحديدا. لقد كنت وكأني في عالم آخر."
اكتشفت هبة عند وصولها إلى مصر أن والدتها تحتضر بالفعل لأن مرض السرطان استشرى في جميع أنحاء جسدها على نحو لا يمكن إيقافه.
تقول منى: "كان شيئا يصعب تصديقه أن ذلك كان يحدث لأمي."
"عشت في حالة من الإنكار في البداية ولكني تقبلت الأمر لاحقا."
بقيت هبة في مصر مع والدتها حتى وفاتها ولكنها خسرت الوظيفة الجديدة التي كانت تحلم بها.
LISTEN TO

"يعيدني بعيد الأم وعيد الأب": رحلة كفاح أم لبنانية أسترالية ولد طفلها بعد تسع ساعات من وفاة والده
SBS Arabic
06/05/202212:38
يسرا بركة كانت أفضل حظا قليلا من هبة حيث أن المرض اشتد على والدتها أثناء إجازتها التي كان مخططا لها مسبقا.
تقول يسرا: "في يوم وصولي إلى مصر تدهورت حالة والدتي الصحية بشكل كبير."
"قمت بنقلها إلى المستشفى بنفسي وتوفت في اليوم التالي بسبب تسمم الدم."
وبرغم صدمتها كانت يسرا التي كانت تبلغ من العمر 29 عاما في ذلك الوقت تحاول إخفاء حزنها الشديد عن ابنتها ذات الثلاثة أعوام حتى لا تفسد لها إجازتها. كما أنه كان عليها تقديم الدعم إلى والدها مما ترتب عليه البقاء لمدة أطول.
تقول يسرا: "كان شعورا غريبا. كنت وكأني أعيش حياة مزدوجة: أعيش الحزن الذي في داخلي وحدي وأحاول في نفس الوقت دعم وإسعاد من حولي."
اقرأ المزيد
كيف نشأت فكرة الإحتفال بعيد الأم؟
حوالي 1.2 مليون امرأة أسترالية فقدن أمهاتهن قبل بلوغ سن 44 عامًا. تلقي دراسة هي الأولى من نوعها الضوء على الآثار طويلة المدى لفقدان الأم. شملت الدراسة ما يقرب من 3000 امرأة أسترالية وتهدف إلى تطوير وسائل الدعم المتاحة المخصصة للسيدات اللاتي تعرضن لهذه التجربة الأليمة.
كشفت الدراسة، التي أجرتها جامعة ديكين بالتعاون مع منظمة Motherless Daughters Australia (MDA) الغير ربحية، أن الاعتماد على الأمهات قبل وفاتهن يتسبب بشكل كبير في ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والحزن طويل الأمد والإجهاد اللاحق للصدمة والألم لدى السيدات الثكالى.
دانييل سنيلينج أحد مؤسسي MDA تقول إنها أنشأت المنظمة لدعم النساء الثكالى وربطهن ببعضهن البعض بعد أن فقدت والدتها وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.
تقول دانييل: "نتائج الدراسة تؤكد ما نعرفه بالفعل عن تأثير الفقد من خلال تجربتنا العملية ولكن الدراسة ساعدتنا على الوصول إلى معلومات أكثر."
"ستمكننا تلك المعلومات من تقديم دعم أفضل للسيدات اللاتي تحتجنه."
LISTEN TO

كيف يمكن أن توفق الأم بين دورها كأم وعملها
SBS Arabic
10/05/201912:41
تعاني السيدات المهاجرات حزنا مضاعفا في حالات فقد الأم بسبب البعد الجغرافي وما يعنيه ذلك من صعوبة في الوصول في الوقت المناسب في حالات الطواريء مثل المرض أو الوفاة.
تقول يسرا إنها عانت من إحساس الذنب بسبب وفاة والدتها رغم أنها تمكنت من قضاء اللحظات الأخيرة معها.
تشرح يسرا:"كنت أقول لنفسي ربما لو كنت موجودة كنت أستطعت أن أنقذها مبكرا قبل أن تتدهور حالتها."
"حتى عندما اخترت المستشفى اخترت الأقرب وليس الأفضل لأننا ذهبنا بعد وصولي من السفر مباشرة."
تكشف التقارير الواردة عن منظمة MDA التي يبلغ عدد أعضاءها 25 ألفًا كيف يتم التعامل مع حزن أولئك السيدات بشكل سلبي في كثير من الأحيان أو رفضه باعتباره مشكلة تتعلق بالصحة العقلية بدلاً من اعتباره استجابة طبيعية، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ وبالتالي مسار علاج خاطئ.
تشجع منظمة Motherless Daughters Australia السيدات اللاتي يعانين من الحزن للتأكد من أنهم على دراية بوسائل الدعم المتاحة ومسارات العلاج المختلفة.
تقول دانييل: "الحزن شعور طبيعي وعلى أي شخص يقدم الدعم أن يوصل تلك الرسالة لمن يعاني من آلام الفقد."
"تفهم الحزن والتعامل مع بشكل أفضل هو أحد أهداف منظمتنا."
عانت يسرا من أعراض الحزن الشديد لكنها لم تسعى للحصول على الدعم النفسي بعد وفاة والدتها.
تقول يسرا: "ازداد حزني بشكل كبير أثناء حملي الثاني لأن أمي كانت دائما تشجعني على إنجاب طفل آخر. افتقدت وجودها بجانبي بشدة في ذلك الوقت."
"فكرت في زيارة أخصائي نفسي ولكني لم اتخذ خطوات جدية في ذلك الأمر."